الناس مش لاقية تاكل وأغنياء مصر يتبرعوا لأمريكا
--------------------------------------
أمريكا على أم رأسى من فوق ، مع إنى عارف أن كتابة حرف الجر " من " قبل ظرف المكان " فوق " غلط لغوى ، لكن كل الغلطات تهون فى سبيل ماما أمريكا ومعونتها التى فلقت دماغنا كل ساعة بتخفيضها ، رغم أنها معونة لا تسوى ولا تودى ولا تجيب ، وأجرنا على الله فيما نقدمه من جهود وما ننفقه من فلوس على الشرق الأوسط لنوفر عليها ملايين ومليارات كان من المفروض أن تنفقها لتحقيق الاستقرار فى هذه المنطقة باعتبارها شيخ الحارة ، أليست ماما أمريكا كبيرة العالم والوحيدة القادرة على قيادته وحل الصراعات والخلافات فى أرجائه ؟.
وياليت ما ننفقه توقف عند هذا الحد ، بل إنه وصل إلى الإنفاق على ماما أمريكا ذات نفسها ، فقد ساهم عدد من رجال الأعمال المصريين أكرمهم الله فى صحتهم وفى عيالهم بالنسبة الكبرى فى تكلفة إنشاء المقر الجديد للجامعة الأمريكية على مساحة 260 فدانا بالتجمع الخامس بمدينة القاهرة الجديدة وهذه التكلفة تبلغ 400 مليون دولار ، ويتقدمهم بكل فخر المهندس محمد لطفى منصور وزير النقل والمواصلات عندنا ربنا يعلى مراتبه ويزود رزقه ويفتحها عليه من وسع .
لم نقل " اللى يحتاجه البيت يحرم على ماما أمريكا " ، ومن أصلنا الكريم وقلبنا الطيب لم نبخل وبادرنا بالمعروف مثلما هو حالنا دائما فى كل مرة معها ومع غيرها ، وأسرعنا بتقديم الواجب على أكمل وجه ، أليس من الذوق إذن ، قولوا بلى ، أن تضع ماما أمريكا فى عينها ، اليمين أو الشمال لا فرق ، حصوة ملح وتبطل الكلام الفارغ عن المعونة كل شوية وتبص لما ننفقه عليها ماديا ومعنويا بعين التقدير والاحترام والاعتبار ورد الجميل ، وتقدم المقابل اللائق على الأقل بعدم استفزازنا بتصريحات داخلية أحيانا وباتفاقيات خارجية أحيانا أخرى ؟ .
نحن نطالب ماما أمريكا بمنح الطلبة المصريين الذين يلتحقون بالجامعة الأمريكية فى مقرها الجديد الذى أقمناه بفلوسنا امتيازات خاصة دون غيرهم من الدارسين ، ولتكن مثلا فى تخفيض مصروفات الالتحاق والدراسة والتى تصل إلى 60 ألف دولار فى السنة ، أو إعفاؤهم من رسوم الأنشطة والكتب والمصروفات الإضافية ، وهذا أقل واجب .
مارجريت سكوبى السفيرة الأمريكية بالقاهرة قالت لضيوف حفل افتتاح المقر الجديد : " اعتبروا البيت بيتكم " ، والله صحيح " البيت بيت أبونا والغرب يطردونا " .
منع من النشر يوم الجمعة 13/2/2009
حسن حامد
Hassan2hkz@yahoo.com
وياليت ما ننفقه توقف عند هذا الحد ، بل إنه وصل إلى الإنفاق على ماما أمريكا ذات نفسها ، فقد ساهم عدد من رجال الأعمال المصريين أكرمهم الله فى صحتهم وفى عيالهم بالنسبة الكبرى فى تكلفة إنشاء المقر الجديد للجامعة الأمريكية على مساحة 260 فدانا بالتجمع الخامس بمدينة القاهرة الجديدة وهذه التكلفة تبلغ 400 مليون دولار ، ويتقدمهم بكل فخر المهندس محمد لطفى منصور وزير النقل والمواصلات عندنا ربنا يعلى مراتبه ويزود رزقه ويفتحها عليه من وسع .
لم نقل " اللى يحتاجه البيت يحرم على ماما أمريكا " ، ومن أصلنا الكريم وقلبنا الطيب لم نبخل وبادرنا بالمعروف مثلما هو حالنا دائما فى كل مرة معها ومع غيرها ، وأسرعنا بتقديم الواجب على أكمل وجه ، أليس من الذوق إذن ، قولوا بلى ، أن تضع ماما أمريكا فى عينها ، اليمين أو الشمال لا فرق ، حصوة ملح وتبطل الكلام الفارغ عن المعونة كل شوية وتبص لما ننفقه عليها ماديا ومعنويا بعين التقدير والاحترام والاعتبار ورد الجميل ، وتقدم المقابل اللائق على الأقل بعدم استفزازنا بتصريحات داخلية أحيانا وباتفاقيات خارجية أحيانا أخرى ؟ .
نحن نطالب ماما أمريكا بمنح الطلبة المصريين الذين يلتحقون بالجامعة الأمريكية فى مقرها الجديد الذى أقمناه بفلوسنا امتيازات خاصة دون غيرهم من الدارسين ، ولتكن مثلا فى تخفيض مصروفات الالتحاق والدراسة والتى تصل إلى 60 ألف دولار فى السنة ، أو إعفاؤهم من رسوم الأنشطة والكتب والمصروفات الإضافية ، وهذا أقل واجب .
مارجريت سكوبى السفيرة الأمريكية بالقاهرة قالت لضيوف حفل افتتاح المقر الجديد : " اعتبروا البيت بيتكم " ، والله صحيح " البيت بيت أبونا والغرب يطردونا " .
منع من النشر يوم الجمعة 13/2/2009
حسن حامد
Hassan2hkz@yahoo.com
------------------------------------------
حللو يا حللو .. عاوزين كلام فى محله
-------------------------------------
عالم الميكروباص يتمتع بمخزون من المصطلحات والعبارات التى تجعل منه عالما له ثقافته الخاصة ، وأطرف ما جاءت به " ثقافة الميكروباص " عبارتان لكل منهما دلالتها العميقة وإيماءتها الكاشفة ، الأولى قرأتها مكتوبة على الزجاج الخلفى لأحد الميكروباصات تقول : " ماحدش فاهم حاجة " وبقدر ما هى عبارة ساخرة فى رأيى ، هى أيضا فاضحة لزيف نزيف المعلومات الذى نعيشه ، سواء حول الأحداث الخارجية أو الداخلية ، حيث أصبح ما يحدث يستعصى فهمه بالرغم من كم المعلومات الهائل المتاح عنه .
والعبارة الثانية تقول : " حللو يا حللو عاوزين كلام فى محله " ، وفيها إيماءة واضحة تستنكر الكلام الكثير الذى لا فائدة منه ، من كل أنواع المتحدثين وما أكثرهم ، سواء مواطنين أو مسئولين ، خاصة بعد أن كثر اللغو واللغط والقيل والقال فى أتفه الأشياء ، وبات الوضع كله " كلام فى كلام " .
العبارتان تكشفان أيضا عن حجم الوعى الذى يتسم به الشارع المصرى وتحددان رد فعله تجاه ما يجرى ، وعى مصدره خبرة الحياة وليست حملات التوعية التى نسمع عنها ولا نراها ، وعى بما له من حقوق وما عليه من واجبات ، وعى بما يضره وما ينفعه ، كما تؤكدان أن هذا الشارع محروم من حق المعرفة الحقيقية ، وهو حق أصيل من حقوق الإنسان التى نصت عليها المادة 19 من الإعلان العالمى لحقوق الإنسان الذى صدر منذ 60 عاما ، وغير صحيح أن هذا الشارع مشغول بلقمة العيش ، ويمضى يومه فى البحث عنها .
ما نغرق فيه ليل نهار من معلومات وبيانات وتصريحات لا أول لها من آخر ، متضاربة أحيانا ومتناقضة مع بعضها البعض ومع الواقع أحيانا أخرى ، ليس سوى لخبطة وكلام فى غير محله ، وأبسط حاجة يمكن أن تشغل البسطاء من الناس هى معرفة حقائق الأشياء ولا يتحقق ذلك إلا بمطابقة القول والفعل ، لا أن يكون الكلام مدهونا بالعسل ولا فعل ، ولعله أيضا مطلب المثقفين الذين رفعوا الراية البيضاء بعد إصابتهم بأنفلونزا الغباء أمام الشعار نفسه " ما حدش فاهم حاجة " .
أليس من الصواب أن نستبدل القول المأثور : " خذوا الحكمة من أفواه المجانين " بواحد طازة : " خذوا الحكمة من ثقافة الميكروباص " ؟ .
والعبارة الثانية تقول : " حللو يا حللو عاوزين كلام فى محله " ، وفيها إيماءة واضحة تستنكر الكلام الكثير الذى لا فائدة منه ، من كل أنواع المتحدثين وما أكثرهم ، سواء مواطنين أو مسئولين ، خاصة بعد أن كثر اللغو واللغط والقيل والقال فى أتفه الأشياء ، وبات الوضع كله " كلام فى كلام " .
العبارتان تكشفان أيضا عن حجم الوعى الذى يتسم به الشارع المصرى وتحددان رد فعله تجاه ما يجرى ، وعى مصدره خبرة الحياة وليست حملات التوعية التى نسمع عنها ولا نراها ، وعى بما له من حقوق وما عليه من واجبات ، وعى بما يضره وما ينفعه ، كما تؤكدان أن هذا الشارع محروم من حق المعرفة الحقيقية ، وهو حق أصيل من حقوق الإنسان التى نصت عليها المادة 19 من الإعلان العالمى لحقوق الإنسان الذى صدر منذ 60 عاما ، وغير صحيح أن هذا الشارع مشغول بلقمة العيش ، ويمضى يومه فى البحث عنها .
ما نغرق فيه ليل نهار من معلومات وبيانات وتصريحات لا أول لها من آخر ، متضاربة أحيانا ومتناقضة مع بعضها البعض ومع الواقع أحيانا أخرى ، ليس سوى لخبطة وكلام فى غير محله ، وأبسط حاجة يمكن أن تشغل البسطاء من الناس هى معرفة حقائق الأشياء ولا يتحقق ذلك إلا بمطابقة القول والفعل ، لا أن يكون الكلام مدهونا بالعسل ولا فعل ، ولعله أيضا مطلب المثقفين الذين رفعوا الراية البيضاء بعد إصابتهم بأنفلونزا الغباء أمام الشعار نفسه " ما حدش فاهم حاجة " .
أليس من الصواب أن نستبدل القول المأثور : " خذوا الحكمة من أفواه المجانين " بواحد طازة : " خذوا الحكمة من ثقافة الميكروباص " ؟ .
منع من النشر يوم الجمعة 6/2/2009
حسن حامد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق