أعترف لكم وبدون مقدمات : أنا مش فاهم حاجة مما يجرى الآن فى الشارع المصرى وأتحدى لو أن أحدا يعرف شيئا ، لا من الثوار الذين جعلوا همهم الانتقام من قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية بدلا من التظاهر لتصحيح مسار الثورة التى خزلنا فيها د.عصام شرف رئيس الوزارة المستقيلة ولا من قوات الأمن الذين كلفوا بالدفاع عن حصن وزارة الداخلية وظلوا يطلقون القنابل المسيلة للدموع منتهية الصلاحية على المتظاهرين وبمن فيهم من البلطجية ومثيرى الشغب الذين اقتنصوا الفرصة وراحوا يطلقون الرصاصات الحية والمطاطية وقنابل المولوتوف على الطرفين ثوارا وأمنا ، ولا من التيارات السياسية الموجودة فى الميدان لإثبات حضور ليس إلا حتى لا تكتب فى دفتر أحوال الوطن غياب ولا من التيارات السياسية التى انشقت وباتت تنتظر الفرصة للانقضاض على مكاسب الثورة ولا غير هؤلاء سواء من النخبة المثقفة أو الحكومة أو حتى المجلس العسكرى .
ولأنى أحاول أن أفهم تذكر معى ما أطلق عليه خطاب التنحى الذى ألقاه عمر سليمان فى 32 ثانية بالظبط وفيه نقل حسنى مبارك صلاحيات الحكم للمجلس العسكرى وفوضه لإدارة حكم البلاد ، وإنى لأسأل : هل كان ذلك دستوريا ؟ يجيب أهل الذكر أن ذلك ليس دستورريا والأمر الدستورى أنه طالما تخلى رئيس الدولة عن منصبه فعلى رئيس مجلس الشعب أن يحل محله ، وطبعا كان مجلس الشعب قد انفرط عقه وحلوه ، وطالما لا يوجد رئيس لمجلس الشعب إذن فيحل محله رئيس المحكمة الدستورية العليا وفى حالة غيابه يدير الحكم رئيس المجلس الأعلى للقضاء ، وهذا كله لم يتم ولم يلتفت أحد منذ اللحظة الأولى إلى الدستور وسأل : هل انتقال السلطة إلى المجلس العسكرى أمر دستورى أم لا حين تخلى مبارك عن منصبه ؟ .
أنا لم أفوت الفرصة طبعا وسألت فأجاب أهل الذكر والاختصاص كيف تريد أن تحتكم إلى الدستور وقد خضع للتعديل وتم إجراء استفتاء على ذلك وذهبت أنت إلى الصناديق وقلت نعم ووافقت على ترقيع الدستور بينما كنا نطالب نحن بإسقاط الدستور فقلت يا إخوانى أصلى ما كنتش فاهم حاجة ، والحمد لله أن دستور 71 سقط ويحكمنا الآن الإعلان الدستورى ، ولأننى لا أفهم شيئا فى موضوع الإعلان الدستورى الذى يحكمنا سألت : وهل دستوريا أن يطالب الثوار بأن يتخلى المجلس العسكرى عن السلطة ويسلمها لرئس مدنى منتخب فى ميدان التحرير ولحكومة إنقاذ وطنى مشكلة ممن لا أعرفهم تحت مسمى ائتلافات الثورة ؟ ، وهل دستوريا أن يتمسك المجلس العسكرى بالسلطة ويعلن أن الاستفتاء الشعبى هو الوحيد القادر على خلعه من الكرسى ، واضح إن فيه واحد حمار فى الموضوع.
نشر بجريدة المساء 25 -11-2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق