كمن يسألنى عن تخصيص عيد للفراخ مثلما خصصنا عيدا للحمة ، أوكمن يسألنى عن سعة معدتى كم رغيف يسألنى الصديق طارق حسن من طنطا لماذا أتهم الثوار العرب بأنهم أضاعوا ما اكتسبوه من ثوراتهم بسبب همجيتهم وخاصة الثوار فى مصر ؟.
وقبل أن أجيب يذكرنى :كلنا يعلم أن فلول الحزب الوطنى المنحل هم من يحركون ويصنعون الفوضى والمظاهرات اليومية والانفلات الأمنى وما البلطجية فى مصر إلا ميليشيا مسلحة تابعة للحزب الوطنى الذى انحل على الورق فقط لأن أعضاءه تفرقوا بين الأحزاب وهى ميليشيا قديمة كان يستخدمها الحزب فى الانتخابات البرلمانية ولإحداث تفجيرات فى الكنائس لإلصاق التهمة بالإسلام ليلقى النظام الفاسد مباركة الغرب وقبوله وتأييده ويظل جاسما على صدرونا ، ويرى صديقى أن صمت المجلس العسكرى والداخلية المسئول عن الفوضى والانفلات الأمنى وليس الثوار .
نعم رأيك أيها الصديق عال العال لكنه فى نظرى حديث على طريقة اللب السورى الذى يشبه الثورة السورية والملوخية الليبية التى تشبه الثورة الليبية أو اللبلابى التونسية التى تشبه الثورة التونسية أو الفحسة اليمينة التى تشبه الثورة اليمنية ، فكل ثورة عربية هبت هى فى رأيى قد اكتست بمذاق الأكلة الشعبية التى تشتهر بها بلدها ، وإذا كنت تخص مصر على وجه التحديد ، فما الثورة المصرية إلا نوع من الكشرى الذى نأكله .
ويمكنك صديقى أن تفسر بناء على ذلك لماذا لا تزال الثورة المصرية عرجاء فاشلة حتى الآن رغم ما نتشدق به ليل نهار من أنها أسقطت النظام الفاسد ، فهى فى الحقيقة لم تسقط شيئا ، ويمكنك لترى حجم الفشل الذى أصاب ثورتنا أن تعد وتحسب كم مليونية نظمها الثوار منذ ثلاثاء الغضب حتى الآن وكم من الفوضى أنتجت ، كما يمكنك أن ترى كيف كان د.عصام شرف رئيس الوزراء هو الحصان الذى راهن عليه الحزب الوطنى لتظل الأوضاع كما هى وتم ذلك بمباركة الثوار الذين حملوه على الأكتاف فى ميدان التحرير ، كما يقول صديقى الشاعر الكبير د.علاء عبد الهادى ، وما الاستقالة التى تقدم بها إلا لعبة متفق عليها .
نعم تفرق أعضاء الوطنى فى نحو 12 حزبا من الأحزاب التى ادعت أنها ساندت الثورة ثم التفت عليها لتقتسم كعكتها مع أكثر من سبعين ائتلافا للثورة ، ألم يكن ثوار مصر على دراية بكل هذا وباركوا ؟ ، ألم يكن ثوار مصر يتهمون الرئيس السابق بأنه باع السجل المدنى لثمانين مليون مصرى إلى المخابرات الأمريكية والموساد وسكتوا ؟ ، ألم يكن ثوار مصر يعلمون أن الفلول هم الذين يتحكمون حتى الآن فى تسيير حياتنا ومصائرنا وسكتوا ؟ ، أنظر إلى الحكومة ستراها فلولا ، أنظر إلى سوزان مبارك ستراها لا تزال رئيسة جمعية تنمية خدمات مصر وتتصدر صورتها الموقع الالكترونى للجمعية ، ثم انظر وانظر وأنظر ، وإذا لم تر شيئا أعدك بأن أعدد لك فى مقالى القادم انجازات هؤلاء الثوار الذين قاموا بثورة على طريقة هُب وكُب .
نشر بجريدة المساء 11-11-2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق