" أخلع له الشابوو " تعبير لفت نظرى وأنا أجلس بجوار الفنان محمد رياض وهو يتحدث عن المخرج الراحل حسن الإمام ونحن فى ضيافة الكاتب مدحت يوسف مدير المسرح الكوميدى سابقا ، ومعناه أى أخلع له القبعة ، وأنا هنا أستخدم هذا التعبير نفسه تحية للشعب المصرى الذى خرج ليدلى بصوته فى المرحلة الأولى من الانتخابات وليشارك فى عرس الديمقراطية كما وصفتها وسائل الإعلام .
طبعا هذا الكلام لن يعجب أصحاب الرأى الآخر خاصة معتصمى التحرير الذى وصفوا شعبنا الطيب بحزب الكنبة فنهض بأكمله ليؤكد أنه يسير نحو أهدافه المشروعة لتحقيق ما يصبو إليه من حياة كريمة دون خيام منصوبة لا يدرى من بخارجها ما يحدث داخلها واسألوا علياء المهدى ، ودون مشاجرات ومشاحنات مع الباعة الجائلين ودون تعطيل لحركة الحياة ودون وإحداث فتنة بانتخاب ما يسمى المجلس الرئاسى ودون غير ذلك من الافتكاسات التى يفاجأونا بها كل يوم .
نعم لقد اختار معظم المصريين مرشحيهم على أساس الهوية وليس على أساس الممارسة السياسية مما يطعن فى جوهر العملية الديمقراطية ، فالكثرة ذهبت إلى الصناديق ولا تعلم عن القوائم والفردى شيئا فقالت نعطى أصواتنا لمن يقول قال الله وقال الرسول ، وأمام الأعداد الهائلة من المرشحين ـ أنا لجنتى كان بها 149 مرشحا للفردى و16 حزبا للقوائم ـ اختاروا بالحظ ، يعنى كل مرشح كان من حظه ونصيبه ما حصل عليه من أصوات وليس لخبرته السياسية .
وأمام هذا المشهد الجميل بكل ما فيه من قصور وسلبيات ورغم ما يقال من أن المتوقع لهذا البرلمان أن ينحل بمجرد بدء عمله لعدم دراية من فيه بالعمل السياسى فأنا أقول أنه يكفينا أن هذا البرلمان لن يكون فيه سرور ولا عز ولا عزمى ولا غيرهم ممن كانوا ملء السمع والبصر فى العمل السياسى وطلعوا فى الآخر واكلينا شاكب راكب .
وأمام هذا المشهد أيضا تراجع التعاطف الشعبى مع معتصمى التحرير ففقدوا كثيرا من رونقهم لدرجة يصدق معها أن أقول " التحرير إتحرق خلاص " خاصة بعد أن "فضى على من فيه " وأكاد أميل إلى الرأى الذى يطالب بفض اعتصام التحرير بالقوة حتى تعود الحياة ، وفى المقابل استعاد المجلس العسكرى ما فقده من شعبية بهذا الدور المشرف الذى لعبه فى الانتخابات ، ولا تسمعوا لمن يقول : حكومة مقالة تشرف على انتخاب برلمان بلا صلاحيات تحت حكم عسكر أقنع شعب أنه يكتب التاريخ بانتخاباته فيصوت لمن قال الديمقراطية حرام ، أو من يقول : مجلس بلا صلاحيات = جعجعة بلا طحن ، وحزب وطنى منحل = حرية وعدالة + سمكره ودوكو وتجديد رخص ، واشرب ياشعب والله يرحمكم ياشهدا .
نشر بجريدة المساء 2-12-2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق