الاثنين، فبراير 06، 2012

حد يفهمنى

أعترف لكم وبدون مقدمات : أنا مش فاهم حاجة مما يجرى الآن فى الشارع المصرى وأتحدى لو أن أحدا يعرف شيئا ، لا من الثوار الذين جعلوا همهم الانتقام من قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية بدلا من التظاهر لتصحيح مسار الثورة التى خزلنا فيها د.عصام شرف رئيس الوزارة المستقيلة ولا من قوات الأمن الذين كلفوا بالدفاع عن حصن وزارة الداخلية وظلوا يطلقون القنابل المسيلة للدموع منتهية الصلاحية على المتظاهرين وبمن فيهم من البلطجية ومثيرى الشغب الذين اقتنصوا الفرصة وراحوا يطلقون الرصاصات الحية والمطاطية وقنابل المولوتوف على الطرفين ثوارا وأمنا ، ولا من التيارات السياسية الموجودة فى الميدان لإثبات حضور ليس إلا حتى لا تكتب فى دفتر أحوال الوطن غياب ولا من التيارات السياسية التى انشقت وباتت تنتظر الفرصة للانقضاض على مكاسب الثورة ولا غير هؤلاء سواء من النخبة المثقفة أو الحكومة أو حتى المجلس العسكرى .

ولأنى أحاول أن أفهم تذكر معى ما أطلق عليه خطاب التنحى الذى ألقاه عمر سليمان فى 32 ثانية بالظبط وفيه نقل حسنى مبارك صلاحيات الحكم للمجلس العسكرى وفوضه لإدارة حكم البلاد ، وإنى لأسأل : هل كان ذلك دستوريا ؟ يجيب أهل الذكر أن ذلك ليس دستورريا والأمر الدستورى أنه طالما تخلى رئيس الدولة عن منصبه فعلى رئيس مجلس الشعب أن يحل محله ، وطبعا كان مجلس الشعب قد انفرط عقه وحلوه ، وطالما لا يوجد رئيس لمجلس الشعب إذن فيحل محله رئيس المحكمة الدستورية العليا وفى حالة غيابه يدير الحكم رئيس المجلس الأعلى للقضاء ، وهذا كله لم يتم ولم يلتفت أحد منذ اللحظة الأولى إلى الدستور وسأل : هل انتقال السلطة إلى المجلس العسكرى أمر دستورى أم لا حين تخلى مبارك عن منصبه ؟ .

أنا لم أفوت الفرصة طبعا وسألت فأجاب أهل الذكر والاختصاص كيف تريد أن تحتكم إلى الدستور وقد خضع للتعديل وتم إجراء استفتاء على ذلك وذهبت أنت إلى الصناديق وقلت نعم ووافقت على ترقيع الدستور بينما كنا نطالب نحن بإسقاط الدستور فقلت يا إخوانى أصلى ما كنتش فاهم حاجة ، والحمد لله أن دستور 71 سقط ويحكمنا الآن الإعلان الدستورى ، ولأننى لا أفهم شيئا فى موضوع الإعلان الدستورى الذى يحكمنا سألت : وهل دستوريا أن يطالب الثوار بأن يتخلى المجلس العسكرى عن السلطة ويسلمها لرئس مدنى منتخب فى ميدان التحرير ولحكومة إنقاذ وطنى مشكلة ممن لا أعرفهم تحت مسمى ائتلافات الثورة ؟ ، وهل دستوريا أن يتمسك المجلس العسكرى بالسلطة ويعلن أن الاستفتاء الشعبى هو الوحيد القادر على خلعه من الكرسى ، واضح إن فيه واحد حمار فى الموضوع.

نشر بجريدة المساء 25 -11-2011

هب وكب

كمن يسألنى عن تخصيص عيد للفراخ مثلما خصصنا عيدا للحمة ، أوكمن يسألنى عن سعة معدتى كم رغيف يسألنى الصديق طارق حسن من طنطا لماذا أتهم الثوار العرب بأنهم أضاعوا ما اكتسبوه من ثوراتهم بسبب همجيتهم وخاصة الثوار فى مصر ؟.

وقبل أن أجيب يذكرنى :كلنا يعلم أن فلول الحزب الوطنى المنحل هم من يحركون ويصنعون الفوضى والمظاهرات اليومية والانفلات الأمنى وما البلطجية فى مصر إلا ميليشيا مسلحة تابعة للحزب الوطنى الذى انحل على الورق فقط لأن أعضاءه تفرقوا بين الأحزاب وهى ميليشيا قديمة كان يستخدمها الحزب فى الانتخابات البرلمانية ولإحداث تفجيرات فى الكنائس لإلصاق التهمة بالإسلام ليلقى النظام الفاسد مباركة الغرب وقبوله وتأييده ويظل جاسما على صدرونا ، ويرى صديقى أن صمت المجلس العسكرى والداخلية المسئول عن الفوضى والانفلات الأمنى وليس الثوار .

نعم رأيك أيها الصديق عال العال لكنه فى نظرى حديث على طريقة اللب السورى الذى يشبه الثورة السورية والملوخية الليبية التى تشبه الثورة الليبية أو اللبلابى التونسية التى تشبه الثورة التونسية أو الفحسة اليمينة التى تشبه الثورة اليمنية ، فكل ثورة عربية هبت هى فى رأيى قد اكتست بمذاق الأكلة الشعبية التى تشتهر بها بلدها ، وإذا كنت تخص مصر على وجه التحديد ، فما الثورة المصرية إلا نوع من الكشرى الذى نأكله .

ويمكنك صديقى أن تفسر بناء على ذلك لماذا لا تزال الثورة المصرية عرجاء فاشلة حتى الآن رغم ما نتشدق به ليل نهار من أنها أسقطت النظام الفاسد ، فهى فى الحقيقة لم تسقط شيئا ، ويمكنك لترى حجم الفشل الذى أصاب ثورتنا أن تعد وتحسب كم مليونية نظمها الثوار منذ ثلاثاء الغضب حتى الآن وكم من الفوضى أنتجت ، كما يمكنك أن ترى كيف كان د.عصام شرف رئيس الوزراء هو الحصان الذى راهن عليه الحزب الوطنى لتظل الأوضاع كما هى وتم ذلك بمباركة الثوار الذين حملوه على الأكتاف فى ميدان التحرير ، كما يقول صديقى الشاعر الكبير د.علاء عبد الهادى ، وما الاستقالة التى تقدم بها إلا لعبة متفق عليها .

نعم تفرق أعضاء الوطنى فى نحو 12 حزبا من الأحزاب التى ادعت أنها ساندت الثورة ثم التفت عليها لتقتسم كعكتها مع أكثر من سبعين ائتلافا للثورة ، ألم يكن ثوار مصر على دراية بكل هذا وباركوا ؟ ، ألم يكن ثوار مصر يتهمون الرئيس السابق بأنه باع السجل المدنى لثمانين مليون مصرى إلى المخابرات الأمريكية والموساد وسكتوا ؟ ، ألم يكن ثوار مصر يعلمون أن الفلول هم الذين يتحكمون حتى الآن فى تسيير حياتنا ومصائرنا وسكتوا ؟ ، أنظر إلى الحكومة ستراها فلولا ، أنظر إلى سوزان مبارك ستراها لا تزال رئيسة جمعية تنمية خدمات مصر وتتصدر صورتها الموقع الالكترونى للجمعية ، ثم انظر وانظر وأنظر ، وإذا لم تر شيئا أعدك بأن أعدد لك فى مقالى القادم انجازات هؤلاء الثوار الذين قاموا بثورة على طريقة هُب وكُب .

نشر بجريدة المساء 11-11-2011

برلمان ابو حظه

" أخلع له الشابوو " تعبير لفت نظرى وأنا أجلس بجوار الفنان محمد رياض وهو يتحدث عن المخرج الراحل حسن الإمام ونحن فى ضيافة الكاتب مدحت يوسف مدير المسرح الكوميدى سابقا ، ومعناه أى أخلع له القبعة ، وأنا هنا أستخدم هذا التعبير نفسه تحية للشعب المصرى الذى خرج ليدلى بصوته فى المرحلة الأولى من الانتخابات وليشارك فى عرس الديمقراطية كما وصفتها وسائل الإعلام .

طبعا هذا الكلام لن يعجب أصحاب الرأى الآخر خاصة معتصمى التحرير الذى وصفوا شعبنا الطيب بحزب الكنبة فنهض بأكمله ليؤكد أنه يسير نحو أهدافه المشروعة لتحقيق ما يصبو إليه من حياة كريمة دون خيام منصوبة لا يدرى من بخارجها ما يحدث داخلها واسألوا علياء المهدى ، ودون مشاجرات ومشاحنات مع الباعة الجائلين ودون تعطيل لحركة الحياة ودون وإحداث فتنة بانتخاب ما يسمى المجلس الرئاسى ودون غير ذلك من الافتكاسات التى يفاجأونا بها كل يوم .

نعم لقد اختار معظم المصريين مرشحيهم على أساس الهوية وليس على أساس الممارسة السياسية مما يطعن فى جوهر العملية الديمقراطية ، فالكثرة ذهبت إلى الصناديق ولا تعلم عن القوائم والفردى شيئا فقالت نعطى أصواتنا لمن يقول قال الله وقال الرسول ، وأمام الأعداد الهائلة من المرشحين ـ أنا لجنتى كان بها 149 مرشحا للفردى و16 حزبا للقوائم ـ اختاروا بالحظ ، يعنى كل مرشح كان من حظه ونصيبه ما حصل عليه من أصوات وليس لخبرته السياسية .

وأمام هذا المشهد الجميل بكل ما فيه من قصور وسلبيات ورغم ما يقال من أن المتوقع لهذا البرلمان أن ينحل بمجرد بدء عمله لعدم دراية من فيه بالعمل السياسى فأنا أقول أنه يكفينا أن هذا البرلمان لن يكون فيه سرور ولا عز ولا عزمى ولا غيرهم ممن كانوا ملء السمع والبصر فى العمل السياسى وطلعوا فى الآخر واكلينا شاكب راكب .

وأمام هذا المشهد أيضا تراجع التعاطف الشعبى مع معتصمى التحرير ففقدوا كثيرا من رونقهم لدرجة يصدق معها أن أقول " التحرير إتحرق خلاص " خاصة بعد أن "فضى على من فيه " وأكاد أميل إلى الرأى الذى يطالب بفض اعتصام التحرير بالقوة حتى تعود الحياة ، وفى المقابل استعاد المجلس العسكرى ما فقده من شعبية بهذا الدور المشرف الذى لعبه فى الانتخابات ، ولا تسمعوا لمن يقول : حكومة مقالة تشرف على انتخاب برلمان بلا صلاحيات تحت حكم عسكر أقنع شعب أنه يكتب التاريخ بانتخاباته فيصوت لمن قال الديمقراطية حرام ، أو من يقول : مجلس بلا صلاحيات = جعجعة بلا طحن ، وحزب وطنى منحل = حرية وعدالة + سمكره ودوكو وتجديد رخص ، واشرب ياشعب والله يرحمكم ياشهدا .

نشر بجريدة المساء 2-12-2011

مصر تضيع

الألم يعتصر الجميع فيما حدث لإحراق ذاكرة مصر ممثلة فى المجمع العلمى ، الجميع ممن يشعرون بحجم الفاجعة بكوا بحرقة ، قالت لى الروائية سلوى العسال باكية وهى تحدثنى هاتفيا : إننى لا أستطيع أن أتحمل هذا المشهد ، فقد احترق أغلى ما لدينا من كنوز معرفية ، ولأن بلاد العالم التى ترفع من قيمة العلم تعرف ذلك ، فقد شعرت بحجم الكارثة التى تعرض لها تاريخنا على يد صبية مأجورين لا يهمهم ماذا فعلوا ولا يدركون حجم جرمهم الذى ارتكبوا .

وقادتنى الصدفة لأجلس فى مكتب النقيب أحمد محمد مسعد بهيج رئيس وحدة تراخيص بولاق ومعه إبراهيم نظير إبراهيم مراجع مرور بولاق وأستمع منهما إلى بكاء مر أيضا على حال بلدنا التى أصبحت لعبة فى يد الصغار يدمرون ما يشاءون ويحرقون ما يشاءون دون أن يمنعهم أحد وحين نفيق على حجم الجرم الذى ارتكبوه يكون قد فات الأوان فى إنقاذ ما يمكن إنقاذه مما نثرته تلك الريح العاتية التى تعصف بقلوبنا جميعا قبل أن تعصف بتاريخنا المجيد الذى يجله ويقدره العالم أجمع إلا نحن .

لابد أن المجلس العسكرى يعرف تفاصيل كل ما حدث ومن وراء تلك الجرائم التى أخرت مصر سنين طويلة إلى الوراء ولابد أن يكشف لنا من هم هؤلاء المتورطين فى ذلك ومن يحركهم وكم أخذوا فى المقابل من ثمن زهيد مهما غلا ليطعنوا مصر فى أعز ما تملك ، كما لابد أن يأخذوا الجزاء العادل بالقانون على مشهد من الجميع ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه بعد ذلك أن يطعن مصر فى مقتل .

لم يعد المواطن يقبل أن تحجب عنه المعلومة مثلما كان يحدث فى ظل العهد السياسى الفاسد السابق ولن يقبل المواطن أن يهان ثانية ، فقد أهين بما فيه الكفاية حين عاملوه من قبل كشخص فاقد الأهلية لا يجوز له أن يعرف أو أن يختار لنفسه أو أن يعلو صوته بالاحتجاج والرفض حتى فقد بالفعل إحساسه بقيمته بينه وبين نفسه واستسلم لمعنى السلبية واللامبالاة فى كل ما يرتبط بحياته من قرارات مصيرية .

هذه المرة لن أبكى كما بكى المخلصون العاشقون لتراب مصر وإنما سأصرخ فى وجوه كل من يملك زمام الأمر فى مصر من مجلس عسكرى وقضاء وتيارات سياسية ونخبة مثقفة وذوى الرأى والحكمة بأن مصر تضيع من أيدينا ، يعنى إحنا باالبلدى كده " بنتسلم " لأمريكا ، ولن يغفر التاريخ تهاون أى مصرى مهما كان موقعه ومهما كان توجهه فى الحيلولة دون ذلك ، فنحن لن نكون عراقا ممزقا أو سودانا متفجرا أو غير ذلك من البلدان التى انقسمت على نفسها وأصبحت دويلات صغيرة تحت الحماية الأمريكية .

نشر بجريدة المساء 23-12-2011

الاثنين، سبتمبر 07، 2009

نحن فى خدمتكم ااصحافة والطباعة والنشر والتوزيع والتجهيزات الفنية والخدمات الإعلانية






الأحد، فبراير 15، 2009

تموين سوء التغذية
---------------------------
تخليت وزير التضامن الاجتماعى ، ولا أعلم على وجه الدقة بالمناسبة اسمه الصحيح ، هل هو على مصيلحى أم المصيلحى وهل يسبق اسمه حرف الدال ، يعنى دكتور أم لا علاقة له بالدكترة ؟ ، ولا أعلم أيضا لماذا يرحب هو بهذه اللخبطة ، إذ لم يبادر ولو مرة منذ اعتلى كرسى الوزارة فى عام 2005 حتى الآن بمخاطبة الصحف التى تتابع وتنشر أخبار وزارته ويصحح لها ما تهيص فيه وهى ماشية فيما تنشره بالبركة ؟.
تخيلت هذا الوزير الذى لقبوه بوزير الغلابة ، ولست أدرى ما سر هذا اللقب وما سر سعادته حين ينادونه به ، هل بسبب تصريحاته المتعاقبة فى موعد ثابت يومى السبت والثلاثاء من كل أسبوع عن الفقراء ؟ ، أم لووعوده المتكررة بأنه الوزير الذى سوف يقضى على الفقر فى مصر ، وإعلانه الواضح والصريح والمباشر فى كبريات الصحف ووسائل الإعلام الأخرى ذات التأثير والانتشار بأنه لن يكون هناك فقير فى بلدنا ؟ ، وطبعا حسن النية هنا واجب وضرورى وعيب جدا أن يفهم أحد أنه يقصد بالقضاء على الفقر أى القضاء على الفقراء وترحيلهم للدار الآخرة .
الحمد لله أن الفقراء ما زالوا موجودين فى بلدنا والعدد فى الليمون وعلى قفا من يشيل ، وانس من هم تحت خط الفقر ، الأمر الذى يؤكد أن الرجل لم يكن ينوى أن يغرر بهم ويدفع بهم إلى حتفهم ، وأنه لن يفعل بهم مثلما فعل زميله وصديق عمره وزير الاستثمار بطل حكاية بيع الأصول المملوكة للدولة بلا مقابل ، وهى الحكاية التى لم تكتب نهايتها حتى الآن ، إذ لا يزال ينتظر حيا واحدا يوحد ربه فى البرية يلبى النداء ويقول أنا موافق وأعطونى أى أسهم من هذه الأصول ، مع إنه لا حياة لمن تنادى .
تخيلت هذا الوزير المشهور فى كل شارع وحارة بها بقال تموين ، وأنا بصراحة كثيرا ما أتخيل مشاهير الحكومة ، وأميز كل واحد منهم عن غيره بعلامة ، أصلهم كثيرون وتصريحاتهم أكثر ، والكثرة تغلب الشجاعة والشجاعة تحتاج إلى قوة والقوة تحتاج إلى تغذية ، فمن أين تأتى التغذية ونحن فى زمن تموين سوء التغذية : دقيق مسرطن وأرز مدود وشاى مكمكم وسكر ممرر وزيت زفر ؟ .
تخيلت وزير التضامن ، الحقيقة نسيت على أى نحو تخيلته ، فاصل إن شاء الله ونواصل ، ربما أتذكر الأسبوع القادم .
منع من النشر فى يوم الجمعة 9/1/2009
حسن حامد
----------------------------